افتتاح الدورة الـ36 لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس
أكّد وزير الداخلية هشام الفراتي اليوم الأحد، مزيد العمل لتوحيد الرؤى بهدف تطوير الوسائل والآليات لمجابهة تمويل الأنشطة الإرهابية وتبييض الأموال والحماية المشتركة للحدود وتبادل المعلومات والخبرات في ظل التحدّيات الأمنية الكبيرة التي تمر بها المنطقة العربية وفي مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة والجرائم الالكترونية والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
وأشار الفراتي لدى افتتاحه أشغال الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس، الى دور المقاربة التونسية في مجال مكافحة الإرهاب التي تتضمن دعم التعاون الثنائي مع بلدان الجوار حول التهديدات والمخاطر، وإحكام ضبط الحدود ومراقبتها والتنسيق الحيني حول المستجدات، فضلا عن تعزيز علاقات التعاون مع البلدان الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية والاقليمية من خلال التبادل الحيني للمعلومات وتبادل التجارب والخبرات والدعم بالتكوين والتجهيز.
ودعا الفراتي في ذات السياق الى مشاركة كل أجهزة الدولة وقطاعاتها كالتربية والثقافة والإعلام والشؤون الدينية والاجتماعية والتنموية والإقتصادية، في مكافحة الإرهاب، مبيّنا أهمية المواضيع المدرجة في جدول أعمال هذه الدورة والمتعلّقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات والمؤثرات العقلية والسلامة المرورية والحماية المدنية إضافة إلى المواضيع المستجدّة مثل مسألة دعم شرطة جمهورية القمر المتحدة.
وأكّد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان من جانبه، النجاح الذي حقّقه المجلس في السنة الفارطة من خلال "التعامل مع أخطر تحدّ أمني يواجه المنطقة العربية ألا وهو عودة المقاتلين الإرهابيين من مناطق الصراع وبؤر التوتر ووضع حد لتسلل هؤلاء الى الدول وسبل التعامل مع المقبوض عليهم وطرق تأهيلهم خاصة بعد هزيمة التنظيمات الإرهابية في بعض المناطق" وفق قوله.
ودعا كومان الدول الأعضاء في مجلس وزراء الداخلية العرب الى مواصلة تغذية قاعدة البيانات المخصّصة للمقاتلين الإرهابيين بكل ما يتاح للدول الأعضاء من معلومات، مبرزا دور هذه القاعدة في نجاح عديد العمليات الاستباقية والحيلولة دون انتقال المقاتلين الى مناطق الصراع وبؤر التوتر فضلا عن الإعداد لآلية جديدة للتعامل مع العائدين من مناطق الصراع.
وأبرز وزير الداخلية المفوّض في حكومة الوفاق الوطني في دولة ليبيا فتحي علي باشا آغا نجاح الجهود الليبية في إفشال مشروع تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا و"التضحيات الجسام التي قام بها الليبيون والتي جنبت كثيرا من الدول مخاطر إرهابية محتملة نظرا لإنشاء إدارات وأجهزة متخصصة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال والهجرة غير الشرعية" على حدّ تعبيره.
وفي كلمته بيّن علي باشا آغا الجهود المبذولة لتوحيد المؤسسة الأمنية في ليبيا والابتعاد عن التجاذبات السياسية قائلا أن "استقرار الدولة الليبية يؤثر حتما على إستقرار باقي الدول خاصة منها دول الجوار ويتتطلب تأسيس شراكة أمنية حقيقية لمواجهة التهديدات القائمة".
وستناقش الدورة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال ومنها الاستراتيجيات العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية ومكافحة الإرهاب والحماية المدنية والدفاع المدني، إضافة الى مناقشة التوصيات الصادرة عن المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2018 ومناقشة نتائج الاجتماعات المشتركة مع الهيئات العربية والدولية لنفس الفترة.
يشار إلى أن أشغال الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب قد افتتحت اليوم بحضور وزراء داخلية الدول العربية ووفود أمنية رفيعة وممثلين عن جامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمة العربية للهلال الأحمر والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية " الأنتربول" والمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدّرات والجريمة ومشروع مكافحة الإرهاب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
يذكر أن الدورة السادسة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب سيليها يوم غد الإثنين الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب بمشاركة وزراء الداخلية والعدل في الدول العربية والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
وسيبحث الاجتماع تفعيل الاتفاقيات الأمنية والقضائية العربية والاستراتيجيا والاتفاقيات والقرارات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب الصادرة عن مؤسسات العمل العربي المشترك ومن المنتظر أن يتم التوقيع خلال الاجتماع على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات العربية.
المصدر: وات