احتفالات واغاني واحتجاج وثورة مستمرة..عناوين مختلفة للاحتفال بثورة الكرامة في ذكراها التاسعة
بين الاغاني المبثوثة عبر مضخمات الصوت وأصوات عائلات الشهداء وجرحى الثورة التي لم تتجاوز نصب ابن خلدون واصوات الاطفال في خيمة حركة النهضة وغيرها من التظاهرات المتعددة ، اختلطت الاصوات والرسائل في الشارع الرمز شارع الحبيب بورقيبة صباح اليوم الثلاثاء ، في الذكرى التاسعة لثورة الحرية والكرامة ثورة 14 جانفي.
رغم الطابع الاحتفالي الذي طغى على شارع الحبيب بورقيبة والاغاني المختلفة الملتزمة والحماسية لم تخل الاجواء من النفس الاحتجاجي والثوري لمواطنين رفعوا شعارات منفردة تطالب بحقوقهم الإجتماعية المهضومة، "شغل حرية كرامة وطنية"، ووقفة احتجاجية للدكاترة والباحثين المعطلين عن العمل ، ومواطنين عبروا عن سخطهم لانشغال الساسة بمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الشعب.
الدكاترة المعطلون عن العمل اختاروا اليوم ليوجهوا للسياسيين في السلطة رسالة طالبوا فيها لتمكينهم من حقوقهم كنخبة تعول عليها الدولة لتجاوز أزمتها عوضا عن تهميشهم وهضم حقوقهم والحال انهم " نخبة البلاد"، حسب ما أكده هيثم بن بلقاسم الدكتور في الفيزياء المعطل عن العمل في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء .
وقال بن بلقاسم نحن ننتظر الحكومة الجديدة لان حكومة تصريف الاعمال تتحجج بكونها غير مؤهلة لاتخاذ قرارات جوهرية في الوقت الراهن ملوحا بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة بالخصوص في فتح كافة المجالات لحاملي شهادة الدكتوراه وعدم الاقتصار على الجامعات اضافة الى تحسين ظروف البحث العلمي، مبينا انهم قد يلجؤون الى الاعتصامات و إضراب الجوع.
وفي مدخل شارع الحبيب بورقيبة ، قرب نصب العلامة ابن خلدون، غير بعيد عن اصوات الاغاني المختلفة والمختلطة حد النشاز، تجمع عدد من ممثلي عائلات شهداء وجرحى الثورة، للتعبير بدورهم عن "سخطهم الكبير" لتجاهلهم من قبل السياسيين والحاكمين والاعلاميين،" حسب تقديرهم.
وقال محمد التليلي الفطناسي "نحن لا نحتفل بالثورة لاننا نعتبر انها لم تنته ومازالت مستمرة" طالما ان الدولة لم تعتذر لعائلات الشهداء ولم ترد اعتبارهم وتعتبر من ضحى بروحه و دمائه لا يستحق التقدير ولو من خلال إحياء ذكراه بصورة رمزية، مطالبا بنشر القائمة الرسمية لشهداء وجرحى الثورة في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية وتمكين الضحايا من الجرحى وذوي الشهداء من "مستحقاتهم المادية والمعنوية" .
ونصب عدد من الاحزاب السياسية خيمات في نقاط مختلفة ومتباعدة من شارع الحبيب بورقيبة للاحتفال بذكرى الثورة عبر تنظيم أنشطة متشابهة وان اختلفت شعاراتهم حسب توجهاتهم السياسية، بين حركة النهضة التي نظمت معرضا للكتاب وورشة رسم واحتفالات مسرحية للاطفال، وحزب العمال والوطنيين الديمقراطيين الموحد اللذين كانا يبثان أغاني ملتزمة ويوزعون بيانات سياسية بالمناسبة .
كما انتظمت تظاهرة مجتمعية بعنوان شباب ضد العنف ببادرة من الأكاديمية الوطنية للحوار تضمنت العديد من الفقرات التنشيطية والغنائية والمسرحية في إطار التأكيد على التفاف الشباب التونسي حول امن بلاده ومناهضته للعنف بكافة اشكاله.
وككل سنة فإن شارع الحبيب بورقيبة يشهد تعزيزات أمنية مكثفة واعتماد اجراءات امنية استثنائية في مداخل هذا الشارع الرئيسي للعاصمة ومخارجه حماية للأعداد ةالكبيرة للمواطنين الذين استغلوا تحسن الأحوال الجوية للاحتفال بعيد الثورة في هذا الشارع الرمز الذي ازدان بالاعلام والشعارات المختلفة.
وات